لا شك أن وجود توازن هو أحد أهم العوامل المطلوبة في الطبيعة، ووجود خلل في هذا التوازن يؤدي إلى انتشار المشكلات والأمراض، وأجسامنا هي جزء من الطبيعة، وتحتوي على العديد والعديد من أنواع البكتيريا، منها النافع ومنها الضار.
وما يحفظ سلامة الجسم هو وجود التوازن الطبيعي بين البكتيريا النافعة، والبكتيريا الضارة، ووجود خلل في هذا التوازن سواء بنقص البكتيريا النافعة، أو زيادة البكتيريا الضارة، يؤدي إلى ظهور الأمراض والاعتلالات الجسدية.
ولذلك انتشر مؤخراً الاهتمام بالبكتيريا النافعة، وفوائدها لأجهزة الجسم المختلفة.
في هذا المقال سنتعرف على الميكروبيوم، وحبوب البكتيريا النافعة، وعن حبوب البكتيريا النافعة للمهبل، وعن فوائد حبوب البكتيريا النافعة لعلاج الأمراض المهبلية المختلفة، وعن أفضل أنواع البروبيوتيك للمهبل.
ما أهمية دور البكتيريا النافعة في المهبل؟
الميكروبيوم؛ هو مجموع الكائنات الحية الدقيقة (البكتيريا، الفطريات، الخمائر) الموجودة في الجسم، بعضها نافع والآخر ضار.
البروبيوتيك أو البكتيريا النافعة هي النوع الجيد من البكتيريا الموجودة كجزء من الميكروبيوم، ويمكن الحصول عليها طبيعياً من الغذاء، أو من خلال المكملات الغذائية.
يحتوي الميكروبيوم الموجود في المهبل على أكثر من 500 نوع من البكتيريا، ومن أشهر أنواع البكتيريا النافعة في المهبل هي لاكتوباسيلس أسيدوفيلس، ويعمل هذا النوع من البكتيريا على إنتاج حمض اللاكتيك.
والذي يساعد على إبقاء بيئة المهبل حامضية، فيساعد على قتل البكتيريا الضارة ويمنع تكاثرها، بالإضافة إلى أن بكتيريا اللاكتوباسيلس تعمل على منع التصاق العديد من أنواع البكتيريا الضارة بجدار المهبل.
ولذلك فإن نقص البكتيريا النافعة (اللاكتوباسيلس) في المهبل يساعد في نمو البكتيريا الضارة، وزيادة عدوى والتهاب المهبل مثل التهاب المهبل البكتيري، والتهاب المهبل الفطري، وكذلك داء المُشعرات ( الترايكوموناس)، ومن أشهر مسببات نقص البكتيريا النافعة في المهبل مايلي:
- التغيرات الهرمونية.
- أثناء الدورة الشهرية.
- عدم الحرص على النظافة الشخصية.
- ممارسة العلاقة الحميمة بدون وسائل حماية.
ماهي علامات نقص البكتيريا النافعة في المهبل؟
في حال نقص البكتيريا النافعة في المهبل؛ يساعد ذلك في نمو وتكاثر البكتيريا الضارة والفطريات والخمائر والتي تتسبب في حدوث الأعراض الآتية:
- وجود حكة.
- زيادة كمية الإفرازات، مع تغير لونها، ووجود رائحة كريهة بها.
- ألم أو حرقان أثناء التبول.
- ألم أثناء ممارسة العلاقة الحميمة.
- قد يحدث نزيف مهبلي.
- الشعور بعدم الراحة.
وتختلف الأعراض باختلاف المُسبب لها، ففي حالة داء المهبل الجرثومي يزيد إفرازات المهبل، ويكون لون الإفرازات رمادياً أو أصفر، بالإضافة إلى الرائحة الكريهة والتي تشبه رائحة السمك.
أما التهاب المهبل الفطري فيتميز بوجود حكة شديدة، مع وجود إفرازات سميكة تميل إلى اللون الأبيض، وفي حالة داء المُشعرات المهبلي فتتميز الأعراض بوجود حكة، ورائحة كريهة، ويكون لون الافرازات أخضر يميل إلى الأصفر.
ما هي فوائد حبوب البكتيريا النافعة للمهبل؟
1- ماهو دور حبوب البكتيريا النافعة في علاج داء المهبل الجرثومي؟
يحدث داء المهبل الجرثومي أو الالتهاب البكتيري للمهبل نتيجة زيادة عدد البكتيريا الضارة، فتعمل على البيئة الحمضية في المهبل، مما يساعد على قتل البكتيريا النافعة به ( اللاكتوباسيلس)، وعلى الرغم من أن الالتهاب البكتيري للمهبل لازال غير معروف السبب بالتحديد، ولكن يمكن إرجاعه إلى:
- ممارسة العلاقة الحميمة مع شريك جديد.
- تنظيف المهبل بالماء والصابون وبعض المنظفات ( ويجب الإشارة هنا أن المهبل ينظف نفسه ذاتياً، ولا يجب التدخل في تنظيفه بتاتا،ً حفاظاً على التوازن الطبيعي بين البكتيريا النافعة والضارة).
- بعض النساء لديهن نقص طبيعي في البكتيريا النافعة في المهبل.
ويعتمد علاج المهبل البكتيري بشكل رئيسي على استخدام المضادات الحيوية، وذلك عن طريق الفم، أو كجل مهبلي، وقد يوصي بعض الأطباء باستخدام حبوب البكتيريا النافعة للمهبل، بالإضافة إلى المضادات الحيوية وليس كبديل لها.
2- ماهو دور حبوب البكتيريا النافعة في علاج التهاب المهبل الفطري؟
توجد الفطريات في المهبل بشكل طبيعي، وتتعايش مع البكتيريا النافعة به، وما دامت البكتيريا النافعة بحالة جيدة يظل نمو الفطريات تحت السيطرة، وفي حال نقص البكتيريا النافعة أو وجود خلل بها، تنمو الفطريات في المهبل بصورة أكبر مسببة التهاب المهبل الفطري.
ومن أشهر أنواع الفطريات المسببة لذلك فطر الكانديدا ألبيكانس. ومن أهم العوامل المسببة لنمو تلك الفطريات:
- استخدام بعض أنواع المضادات الحيوية، والتي تقضي على البكتيريا النافعة.
- الحمل.
- وجود خلل في الجهاز المناعي.
- ارتفاع السكر في الدم، وعدم السيطرة عليه.
- استخدام حبوب منع الحمل، أو العلاجات التي تحتوي على الهرمون الأنثوي (الإستروجين).
ولعلاج التهاب المهبل الفطري تستخدم مضادات الفطريات في صورة دهان موضعي، أو لبوس، أو حبوب عن طريق الفم، وفي بعض الأحيان قد ينصح الطبيب باستخدام جرعة واحدة من أقراص مضاد الفطريات.
أما عن دور حبوب البكتيريا النافعة في علاج التهاب المهبل البكتيري؛ فعلى الرغم من أن البكتيريا النافعة (اللاكتوباسيلس) تقضي على فطر الكانديدا المُسبب للالتهاب في التجارب المعملية، فإنها تتعايش بشكل طبيعي معها في المهبل، وبذلك فإن دور البروبيوتيك محدود في علاج التهاب المهبل الفطري حتى الآن.
3- ماهو دور حبوب البكتيريا النافعة في علاج الترايكوموناس (داء المُشعرات )؟
مرض الترايكوموناس هو أحد أنواع العدوى المنقولة جنسياً، وتصيب العديد من الناس في مراحل عُمرية مختلفة، وتظهر أعراضه بصورة جلية في النساء، ولا يظهر تأثيره على الرجال، وعند إصابة السيدات الحوامل، فإنه قد يتسبب في الولادة المبكرة.
أما عن علاج الترايكوموناس فيتم باستخدام المضادات الحيوية وبصفة خاصة الميترونيدازول (الفلاجيل)، أو التينيدازول (التينداماكس)، وعلى الرغم من عدم ظهور أعراض الترايكوموناس عند الرجال، فيجب أن يشمل العلاج كلا الشريكين، للوقاية من الإصابة به مرة أخرى.
أما عن استخدام حبوب البروبيوتيك في علاج التريكوموناس، فتشير بعض الدراسات عدم فاعليتها كعلاج أو كوقاية، ولكن يجدر الإشارة هنا إلى أن مرض الترايكوموناس مثل غيره من الأمراض المهبلية، يحدث نتيجة خلل في البكتيريا النافعة الموجودة في المهبل.
وتلعب حبوب البروبيوتيك دور هام في حفظ التوازن، وبذلك فإن الأمر يحتاج لمزيد من الدراسات.
كيف تعمل حبوب البكتيريا النافعة للمهبل؟
تعمل حبوب البكتيريا النافعة على حفظ التوازن في المهبل، وبالتالي تقلل من نمو البكتيريا الضارة والفطريات، وعند اختيارك لحبوب البروبيوتيك، يجب أن تحتوي على سلالات اللاكتوباسيلس التي توجد بشكل طبيعي في المهبل.
ومن تلك السلالات لاكتوباسيلس رامينوسيس GR-1، ولاكتوباسيلس روتري RC-14، وتتمركز هذه السلالات بشكل رئيسي في المهبل وتكون مستعمرات على الرغم من أخذها بالفم، وبالتالي تقلل من نمو البكتيريا الضارة، وذلك بزيادة حمضية المهبل.
وقد وُجد أن حبوب البكتيريا النافعة التي تحتوي على هذه السلالات، عند استخدامها لمدة أسبوع على الأقل تساعد في علاج التهابات المهبل، كما يمكن استخدامها لفترات طويلة كوقاية، ولكن ليس قبل الرجوع للطبيب المعالج.
كما يمكن استخدامها أثناء كورس المضاد الحيوي، والذي يعمل على القضاء على البكتيريا النافعة والضارة على حد سواء، ولكن يُنصح بالفصل أوقات تناولهما.
وللاستفادة القصوى من حبوب البروبيوتيك للمهبل، تم تصنيعها في شكل كبسولات مهبلية، يفضل استخدامها ليلاً قبل الخلود للنوم، وإدخالها بعمق مناسب داخلة.
هل يمكن استخدام حبوب البكتيريا النافعة في جميع الحالات؟
حبوب البكتيريا النافعة مناسبة في العديد من الحالات التي تتمتع بصحة جيدة، ولكن بالطبع لا يمكنك استخدام حبوب البروبيوتيك في حالات معينة.
فإذا كنت تعانين من أمراض نقص المناعة، أو تستخدمين علاجات تثبيط المناعة، وكذلك في حالات زراعة الأعضاء، واستخدام الصمامات الصناعية، وفي أمراض القلب والسرطان، لا يجب استخدام حبوب البكتيريا النافعة لتجنب الآثار الجانبية المترتبة عليها.
في النهاية فإن استخدام حبوب البكتيريا النافعة لازال موضوع جدل، ويحتاج العديد من الدراسات لإثبات فاعليتها أو نفيها، ولذلك يُفضل الرجوع إلى الطبيب واستشارته قبل استخدام حبوب البكتيريا النافعة للمهبل.
المراجع:
https://www.healthline.com/health/vaginal-health/probiotic-vaginal-health#what-works
https://www.health.harvard.edu/blog/should-you-use-probiotics-for-your-vagina-2019122718592
https://www.healthline.com/nutrition/lactobacillus-acidophilus#section5
اقرأ المزيد: