هل أوميجا 3 يسبب النعاس؟ وما الآثار الجانبية لتناول أوميجا 3؟ من المعروف أن أوميجا 3 أحد أفضل الفيتامينات التي تمد الجسم بمجموعة من الأحماض الدُهنية غير المُشبعة التي تُحسن من الحالة الصحية بشكل عام، لكن ما يجب وضعه في الاعتبار هو أن تناوله بطريقة خاطئة يُمكن أن يُسبب الآثار الجانبية، ومن خلال موقع مكملات نعرف ما إذا كان النعاس أحد الآثار الجانبية لأوميجا 3 أم لا.

هل أوميجا 3 يسبب النعاس

لا يستطيع جسم الإنسان أن ينتج أحماض الأوميجا 3 بنفسه، وهو ما يدفع الكثيرون لاستخدام مكملات الأوميجا 3، خاصةً إذا كان الحصول على الكميات التي يحتاجها الجسم من تلك الأحماض عن طريق الأطعمة الغذائية والمصادر الطبيعية أمرًا صعبًا.

قبل أن يبدأ المُستخدم في تناول كبسولات أوميجا 3 يبدأ في طرح العديد من التساؤلات، مثل هل أوميجا 3 يسبب النعاس؟ نظرًا لأن هناك البعض ممن لاحظوا زيادة قدرتهم على النوم بعدما بدأوا تناول أوميجا 3

لذا الإجابة تكون نعم، حيث أظهرت العديد من الأبحاث أن هناك علاقة ما تجمع بين الجرعات المعتدلة من أوميجا 3 وزيادة الاستمتاع بنوم أفضل، لدى البالغين والأطفال على حدٍ سواء، وبالتالي امتلاك الطاقة الكافية لأداء المهام اليومية أثناء النهار.

اقرأ أيضًا: أضرار أوميجا 3 على الكبد

كيف يؤثر أوميجا 3 على النوم

هناك الكثيرون ممن لا يكتفون بالحصول على إجابة السؤال هل أوميجا 3 يسبب النعاس، بل يهتمون بمعرفة كيف يؤثر الفيتامين على جودة النوم من الأساس، لذا جدير بالذكر أن الأسماك الدُهنية مصدر يحتوي على نسب جيدة من فيتامين د الذي يؤثر في جودة النوم إيجابيًا.

وُجدت الدراسات التي أوضحت العلاقة بين نقصان مستويات فيتامين د في الجسم واضطرابات النوم والأرق، لذلك أصبح تناول أوميجا 3 مصدر للحصول على نوم هانئ ومريح، خاصةً إذا كان الشخص يتعرض إلى الشمس بشكل كافي، حيث إنها واحدة من أبرز مصادر فيتامين د.

علاوةً على ذلك فإن الحمض الدهني DHA يُصنف ضمن محفزات الميلاتونين، وهو الهرمون الرئيسي الذي يساعد على النوم بسهولة وسرعة، حيث يساعد الجسم على الاستعداد للنوم من خلال إرسال الإشارات له بأنه قد حان وقت النوم والراحة، وفي المقابل أيضًا يقلل من مستويات الهرمونات التي تحفز اليقظة والتركيز.

لذلك يُمكن الاستدلال على العلاقة بينهما بسهولة من خلال العديد من الدراسات التي أثبتت العلاقة بين المستويات المنخفضة من حمض DHA ونقص مستويات الميلاتونين في الجسم.

هناك أيضًا العديد من الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، ومن خلال الخصائص المضادة للالتهاب الموجودة في أوميجا 3 يُمكن تقليل مخاطر انقطاع التنفس الحاد أثناء النوم، مما يضمن للمريض نوم أفضل بعدد ساعات أطول.

بالإضافة إلى دور الأوميجا 3 في تحسين وظيفة القلب والأوعية الدموية لدى المعانين من هذا المرض، علمًا بأن أمراض القلب واحدة من أبرز الأمراض التي تتعلق بتوقف التنفس أثناء النوم.

أثبتت الدراسات فعالية أوميجا 3 في إفادة الحامل أيضًا، مع العلم أن الفائدة لم تقتصر عليها فقط، وإنما وُجدت العلاقة التي تجمع بين زيادة مستويات حمض DHA وقدرة الطفل حديث الولادة على النوم بشكل أفضل.

الآثار الجانبية لتناول أوميجا 3

أصبح استخدام المكملات الغذائية أمرًا شائعًا لتعويض النقص الحادث في مستويات إحدى الفيتامينات أو البروتينات في الجسم، لكن أكثر ما يُقلق المُستخدمين هو الآثار الجانبية الخاصة بالمكمل الغذائي.

لذا يتساءلون هل أوميجا 3 يسبب النعاس؟ راغبين في معرفة كافة الآثار الجانبية التي يُمكن أن يكون عرضة لها أثناء فترة استخدامه، تجنبًا للوقوع في مشاكل صحية أو شخصية بسبب الآثار الجانبية دون إدراك كافي.

1- اضطرابات الجهاز الهضمي

تعتبر من أشهر الآثار الجانبية التي تسببها مكملات أوميجا 3، والتي يُمكن أن تشمل الغثيان، والتجشؤ، وانتفاخ المعدة، والبراز الرخو، مع العلم أن فرصة التعرض إلى تلك الآثار تزداد في حال استخدام كمية مفرطة من حبوب زيت السمك.

علمًا بأن هناك الكثيرون ممن يرون أن مكملات زيت السمك أفضل من الحبوب، نظرًا لأن امتصاصها يكون أكثر سهولة، وبالتالي لا تسبب الكثير من اضطرابات الجهاز الهضمي.

2- تسمم فيتامين أ

على كل من يتساءل هل أوميجا 3 يسبب النعاس المعرفة بأن هناك آثارًا جانبية أكثر خطورة، مثل تسمم فيتامين أ الذي يُعد مادة مغذية تذوب في الدهون، لكن عند زيادة نسبته في الجسم يتم تخزينه في الكبد بشكل رئيسي، وهو ما يُمكن أن يكون سببًا في تراكم الكميات الزائدة منه، وبالتالي الإصابة بتسمم خطير.

مع العلم أن فيتامين أ هو أحد المواد المكوّنة لزيت كبد سمك القد أو الحيتان، وعلى الرغم من وجود مجموعة كبيرة من فوائده للإنسان، إلا أن ملعقة واحدة منه تحتوي على ما يقرب من 270% من حاجة الإنسان اليومية لفيتامين أ.

يُمكن الاستدلال على زيادة نسبة فيتامين أ في الجسم من خلال الأعراض التي تظهر على المدى الطويل، مثل زيادة ضغط الدماغ، والشعور بآلام المفاصل والعظام، وتهيج الجلد، والغثيان والدوار، ويُمكن أن يكون سببًا في الدخول إلى غيبوبة ويزداد الخطر حتى الموت.

3- الطعم السيء في الفم أو رائحته الكريهة

على الرغم من أنها أحد الآثار الجانبية الشائعة لاستخدام أوميجا 3 إلا أنها قد تكون إشارة إلى أن المنتج رديء أو فاسد، حيث إن شمّ رائحة مكملات زيت السمك أو تذوقها أمر طبيعي، لكن من الأفضل أن يكون هذا الشعور لحظي، فلا تترك ورائها الطعم والرائحة الكريهين.

جدير بالمعرفة أن درجة ظهور الطعم السيء أو الرائحة الكريهة في الفم تختلف وفقًا لمصدر الأوميجا 3 الموجود في المكمل الغذائي، لكن غالبًا ما يظهر هذا الأثر في حبوب زيت السمك.

4- نزيف الأنف أو اللثة

يُعد النزيف دون مبرر من الأنف أو اللثة بعد تناول مكملات أوميجا 3 إشارة إلى ضرورة التوقف عن تناولها، وهي إحدى الآثار الجانبية الخطيرة لتناول أوميجا 3، حيث تم إجراء دراسة بحثية عام 2013م على مجموعة من الأشخاص.

أوضحت تلك الدراسة أن تناول أوميجا 3 يُمكنه التسبب في انخفاض تخثر الدم لدى البالغين ذو الحالة الصحية الجيدة، والذين يحصلون على 640 مليجرام من زيت السمك يوميًا.

مع العلم أن هناك دراسة أخرى أثبتت ارتفاع خطر الإصابة بنزيف الأنف في حال تناول جرعات كبيرة من زيت السمك، حيث إن هناك ما يقرب من 72% من المراهقين الذين حافظوا على تناول ما يتراوح بين 1-5 جرام من زيت السمك يوميًا يعانون من نزيف الأنف.

لذا نصح الباحثون عمومًا بالحصول على النسب العالية من أوميجا 3 من قِبل من يعانون من أمراض القلب، وليس الأصحاء، كما أن عرَض النزيف غير الطبيعي هو تحذير للأشخاص الذين يتناولون الأدوية المميعة للدم بضرورة تجنب تناول أوميجا 3 إلا في حالة وصفه تحت إشراف طبي متخصص بجرعات مُحددة.

اقرأ أيضًا: أضرار أوميجا 3 للأطفال

5- الإصابة بحرقة المعدة

هل أوميجا 3 يسبب النعاس هو أحد الأسئلة الشائعة لكنه ليس الوحيد، حيث يتعرض المستخدمون إلى بعض الآثار الجانبية التي تجعلهم متحيرون بشأن تناولهم مكمل الأوميجا 3، مثل الإصابة بحرقة المعدة.

تُعد حرقة المعدة أحد الآثار الجانبية لتناول أوميجا 3 نظرًا لاحتوائه على كمية كبيرة من الدهون، وهي ما تتسبب في الإصابة بعُسر الهضم، بالإضافة إلى ظهور أعراض ارتجاع الحمض، مثل اضطرابات المعدة، والشعور بالغثيان، والتجشؤ.

الحل الوحيد في هذه الحالة للتخلص من الآثار الجانبية هو تقسيم الجرعات من المكمل إلى جرعات صغيرة يتم تناولها على مدار اليوم، وهو ما يخفف من عُسر الهضم بشكل ملحوظ.

6- انخفاض ضغط الدم

يُمثل أوميجا 3 مصدر رائع لخفض ضغط الدم لمن يعانون من ارتفاعه، حيث أوجدت الدراسات العديدة مفعول الأحماض الدُهنية غير المُشبعة في ذلك، بالإضافة إلى الدراسة التي ضمت 90 شخص في حاجة إلى غسيل الكلى، وقد انتظموا على تناول 3 جرام من أحماض أوميجا 3 بشكل يومي.

كانت النتيجة هي الانخفاض الملحوظ في ضغط الدم الانقباضي والانبساطي، مقارنةً بالدواء الوهميّ، وعلى الرغم من أن هذا كله يُمثل فائدة عظيمة لمن يعانون من ارتفاع ضغط الدم، إلا أنه يُشكل خطرًا كبيرًا على صحة من يعانون من انخفاضه.

علاوة على ذلك فإن زيت السمك يُمكن أن يتفاعل مع أدوية خفض ضغط الدم، لذا لا بُد من استشارة الطبيب أولًا بشأن الأدوية، ومن ثم البدء في تناول الجرعات المُحددة من أوميجا 3

7- قلة كفاءة الجهاز المناعي

من المعروف أن أوميجا 3 له دور فعال في الحماية من المشاكل الصحية المختلفة، لكن عندما يتم تجاوز الجرعة المعتدلة منه فإن ذلك يُمكنه التأثير العكسي على الجهاز المناعي، وتقليل كفاءته من خلال التأثير عليه سلبيًا بدلًا من زيادتها، وهو ما يقلل من قدرة الجسم على محاربة العدوى، وبالتالي الإصابة بالأمراض المختلفة.

يُمكن الاستدلال على هذا العرَض من خلال الدراسة التي تم إجراؤها على مجموعة من الأشخاص عام 2013م، والتي أوضحت أن الكميات المفرطة من أحماض أوميجا 3 في الجسم يُمكنها التسبب في تغيير طريقة الاستجابة المناعية للعدوى الفيروسية أو البكتيرية.

يُشكل ذلك خطرًا كبيرًا على من يعانون من اضطرابات الجهاز المناعي أو ضعفه، وأيضًا كبار السن، لذا لا بُد من تجنب استخدام مكملات الأوميجا 3 تمامًا قبل استشارة الطبيب وتحديد مدى الحاجة إلى أحماض أوميجا 3 والكمية التي يحتاجها الجسم.

8- ارتفاع مستويات السكر في الدم

أثبتت الدراسات أن تناول 8 جرام من الأحماض الدُهنية الموجودة في أوميجا 3 يوميًا يتسبب في ارتفاع مستويات السكر في الدم بنسبة 22% عن المعدل الطبيعي عند الأشخاص المُصابين بداء السكري من النوع الثاني خلال شهرين.

ذلك نتيجة فعالية النسب المرتفعة من أوميجا 3 في تحفيز إنتاج الجلوكوز في الجسم، وهو تحديدًا ما يرفع نسبة السكريات في الدم على المدى الطويل، لكن هناك بعض الأبحاث التي تُشير إلى أن الجرعات الكبيرة جدًا هي وحدها ما تؤثر على مستويات السكر في الدم، لذا فإن الأمر يحتاج إلى المزيد من الدراسات.

9- الإصابة بالإسهال

هناك العديد من أنواع مكملات أوميجا 3 التي تحتوي على مكوّنات تجعل المُستخدم أكثر عُرضة للإصابة بالإسهال، مثل زيت السمك، وزيت بذور الكتان، فهي زيوت ذات تأثير الملين، ومسببة زيادة حركة الأمعاء، لذا يُنصح بتناول مكملات أوميجا 3 مع الطعام، وفي حال القيام بذلك بالفعل يجب تقليل الجرعة إذا استمرت الإصابة.

مقدار الجرعة المعتدلة من أوميجا 3

قبل التساؤل هل أوميجا 3 يسبب النعاس أم لا، لا بُد من معرفة مقدار الجرعة الآمنة، فلا يُمكن تحديد الكمية المناسبة منه لشخص ما إلا بعد الكشف الطبي الذي يوضح مدى حاجته له والكمية التي يحتاجها، حيث يختلف الأمر من حالة لأخرى وفقًا لمجموعة من العوامل، من أبرزها العُمر، والجنس، والحالة الصحية العامة.

لكن بشكل عام أثبتت الدراسات أن تناول ما يتجاوز كمية 3 جرام من زيت السمك بشكل يومي يُمكنه التسبب في منع تجلط الدم الصحي، وهو ما يجعل الشخص أكثر عُرضة للإصابة بالنزيف الخطير، لذا في جميع الحالات يجب استشارة الطبيب أولًا، ثم البدء في تناول أوميجا 3 وفقًا لما وصفه من الجرعة المناسبة.

اقرأ أيضًا: الفرق بين اوميجا 3 وأوميجا سيف

كيفية التغلب على الآثار الجانبية لتناول أوميجا 3

حتى بعد المعرفة هل أوميجا 3 يسبب النعاس أم لا يرغب المستخدمون في التغلب على الآثار الجانبية المصاحبة لتناول أوميجا 3، وفي الحقيقة لا يوجد سوى طريقتين يُمكنها أن تجعل المستخدم بعيدًا عن الآثار الجانبية تمامًا.

الطريقة الأولى هي الالتزام بالجرعة المُحددة من قِبل الطبيب دون زيادة أو نقصان، وهو ما يعرف أهميته كل من اعتاد استخدام المكملات الغذائية، أما الطريقة الثانية فهي اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على الأسماك الدُهنية.

مثل السردين والسلمون والتونة، وغير ذلك من المصادر الطبيعية الغنية بالأحماض الدُهنية غير المُشبعة بشكل منتظم، وتجنب استخدام مكملات أوميجا 3.

مع العلم أن شراء المكملات الغذائية عالية الجودة أيضًا يُعد حلًا ممكنًا لتجنب التعرض إلى الآثار الجانبية، حيث يوجد بعض الأنواع من زيوت السمك التي تتم معالجتها، ويُمكن أن تتأكسد بسهولة عالية، نظرًا لأن دهون أوميجا 3 من النوع غير المُشبع، علاوة على ذلك فهي لها درجة حرارة منخفضة، وهو ما يُسهل أمر تحللها.

لذا يكون من الأفضل العثور على مكمل زيت السمك الذي يأتي على هيئة دهون ثلاثية تحتوي على مضادات الأكسدة، للحفاظ على مكونات المكمل، ومن أبرز المضادات مادة أستازانتين، أو أي نوع من الزيوت الأساسية.

تقدم مكملات أوميجا 3 الكثير من الفوائد لمستخدميها من الفئات العمرية المختلفة، لكن في المقابل يُمكن أن يتعرض المستخدم إلى بعض الآثار الجانبية غير المُستحبة.